بَصَمَ فريق برشلونة على بداية جدّ متميزة مَطلع الموسم الحالي، حين صبّت كل الأرقام و المؤشرات في صالحه، من تصدر لاعبيه لهذافي الليغا، إلى نسبة إستحواذ فاقت 70% في العديد من المباريات، إلى فوز بعد فوز ذاخل و خارج الميدان، أرقام كثيرة أظهرت رغبة الفريق الكتالوني الشديدة في العودة و بقوة للمنافسة أمام كُبريات فرق أوروبا في دوري عصبة الأبطال، بعد الخروج المهين و المفاجئ منه الموسم الماضي أمام فريق روما الإيطالي، خروجٌ جعل العديد من متابعي و محبي البلوغرانا غير راضين على عطاء ات النادي و لاعبيه بالرغم من فوزهم بلقبي الدوري الإسباني و كأس الملك، إلا أن ذلك كله لم يشفع لهم على إعتبار تحقيق غريمهم اللذوذ ريال مدريد إنجاز تاريخي لم تكن له سابقة بعد.
نفس الرغبة بدت واضحة على رئيس النادي السيد جوزيپ ماريا بارتيميو و سخاءه الكبير في إنتذاب أفضل الاعبين مهما كانت قيمتهم في سوق الإنتقالات كبيرة، و كذلك بدت في الحفاظ على إستقرار النادي بالتجديد لمدربه الحالي إرنيستو فالفيردي، لكن المستوى الذي ظهر به برشلونة خصوصا في المبارتين الأخيرتين أمام بلد الوليد في الدوري الإسباني و أمام فريق أولمبيك ليون الفرنسي في دوري الأبطال، أثارثا الكثير من الشكّ في قدرة ميسي و زملاءه على تحقيق هذف برشلونة المنشوذ و جماهيره، بُطئ في تنفيذ المرتدات، تقاعس كبير من سواريس، شرود لراكيتتش في الملعب، إندفاع بدني غيرمجدي لأرثورو فيدال، تدوير للكرة بالعرض فقط، كلها ملاحظات أبانت على عدم إنسجام خطوط فريق برشلونة، زيادة على عدم توفق فالفيردي في تدوير لاعبيه و محاولته إراحة بعض الاعبين خصوصا نجم الفريق الأول ليونيل ميسي، لكن هذا الأخير لم يكن حسب وجهة نظر العديد من المتتبعين الرياضيين في حاجة للراحة، لأنه لم يلعب مباريات كثيرة هذا الموسم بسبب الاصابات و كذلك لأنه لم يشارك في معظم مباريات المنتخب الأرجنتيني الودية.
مباراة العودة لفريق برشلونة أمام فريق ليون الفرنسي ستعتبر الحد الفاصل لموسم البلوغرانا، أي تعادل إيجابي للفريق الفرنسي سيأهله مباشرة للدور الربع و سيقصي كل أمال كتالونيا في المنافسة على الكأس الأغلى اوروبيا، أما في حال تفوق برشلونة فستكون فقط مجرد بداية للمنافسة على لقب بطل أوروبا.
عدم تأهل برشلونة على أقل تقدير لنهائي عصبة الأبطال سيُعتبر دون شكّ فشل كبير للإدارة التقنية و الفنية على حدِّ سواء، أولا إقدام الفريق على إنتداب لاعبين بمبالغ ضخمة لم تمنح جمهور برشلونة بالمقابل ما هو منتظر منها، ثانيا و من جهة اخرى عدم الإستغلال الجيد لكل الموارد البشرية التي تتوفر عليها الإدارة التقنية.
عندما وضعت القرعة فريق برشلونة في مواجهة فريق ليون الفرنسي الكل إستبشر خيرا و تفاءل بمرور سلس و سهل للبلوغرانا لدور الثمن على حساب ليون نظرا للقوة التي ظهر بها برشلونة بداية الموسم، اليوم و بعد تجاوز نصف الموسم بقليل ها نحن نجادل في إمكانية تأهل البارصا للدور الموالي من عدمه، دليل واضح على تدهور نسبي لمستوى الفريق الكتالوني، الشيء الذي لا نتمناه صراحة لضمان إستمرار الفرجة و المنافسة و لحبنا الكبير لهذا النادي العريق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق