كما أسلفنا في المقال السابق فإنه لم يكن من السهل تحليل أسباب السقوط المدوِّي لفريق برشلونة الإسباني لكورة القدم في مسابقة دوري أبطال أوروبا، فقد كان من المرشحين الأوائل للظفر باللقب الذي طال غيابه عنه لفترة طويلة، خصوصا و أن غريمه اللذوذ فاز به أربع مرات في الخمس سنوات الماضية و ثلاث مرات متوالية 2016/2017/2018 في إنجاز لم يسبق له التاريخ أن شهده، لذلك فقد أصبح الضغط على برشلونة مضاعف أكثر فأكثر للفوز باللقب و إسعاد جماهيره الكثيرة و الغفيرة، فماذا حدث؟ ماذا حدث للبارسا ليخرج من المنافسة بهذا الشكل الذي لا يليق به صراحة !!
مسار برشلونة منذ بداية الموسم
حتى مباراة ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ليفربول الإنجليزي فقد كان فريق برشلونة حسب جماهيره المرشح الأول للفوز بالكأس ذات الأذنين الكبيرين لإعتبارات كثيرة لعل أبرزها تأكد فريق برشلونة فوزه بلقب الليغا الاسبانية على بعد خمس أو ست دورات من نهاية الموسم و الفارق الكبير من النقاط بينه و بين مطارديه المباشرين فريقي العاصمة مدريد الذي وصل في بعض الدورات إلى 18 نقطة إظافة إلى تأهله إلى نهائي كأس ملك إسبانيا، كل ذلك من ناحية و فوزه على ليفربول الانجليزي في مباراة الذهاب بثلاث أهذاف نظيفة من ناحية أخرى جعل جماهير برشلونة متأكدة بل على يقين من فوزها بلقب دوري أبطال أوروبا، و ليس فقط الوصول للنهائي.
كل الطرق تؤدي إلى روما
شيءٌ محيِّر فعلا فكل الظروف كانت تصبُّ في مصلحة الفريق الكتالوني للتتويج باللقب الأغلى أوروبيا، تصدره لليغا الإسبانية و بفارق مريح من النقاط جعله يُداوِرُ بين لاعبيه للحفاظ على طراوتهم البدنية و تجنبهم للإصابات كذلك؛ مواجهته في دور الثمن و الربع لأولمبيك ليون الفرنسي و مانشستر يونايتد الإنجليزي فِرقٌ مع إحترامنا الكبير لها ليست بالفِرق القوية التي بإمكانها المنافسة على اللقب فمنذ بداية البطولة لم يكونا فعلا ضمن لائحة الفرق المرشحة للفوز بالكأس؛ أما الشيء الأكثرُ حيرةً هو ليلة مباراة العودة و برشلونة متفوق في مباراة الذهاب بثلاث أهذاف لصفر يفقد فريق ليفربول للإصابة أقوى عناصره الهجومية النجم المصري "محمد صلاح" و قلب الهجوم "فيرمينيو" البرازيلي و ويفتقد كذلك ل "كيتا" في وسط الميدان ويتم تعويضهم بكل من "شاكيري" و "أوريجي" اللذان جانبا دكة الإحتياط لأكثر من أربعة شهور؛ و لسوء حظ ليفربول يصاب له لاعب اخر هو "أندي روبرتسون" في الشوط الأول و لم يقوى على إتمام المباراة؛ ماذا يحتاج بعد فريق برشلونة لتجاوز ليفربول، ماذا بعد ؟
ليلة سقوط برشلونة
لم تكن لا على بال و لا على خاطر، ريمونتادا تاريخية بكل المقاييس ضربت عرض الحائط كل الريمونتدات السابقة، فريق برشلونة الكبير متفوق في مباراة الذهاب ثلاث صفر يسقط أمام ليفربول في مباراة الإياب بأربعة صفر نعم إنها أربعة صفر، رقم كبير جدا كيف لك أن تسجل على فريق يلعب في هجومه كل من ميسي و سواريز و كوتنهو أربعة أهذاف كاملة دون أن يسجلوا عليك و لو هذف واحد، كيف؟ سؤال صغير يكشف المشكل الكبير الذي يعانيه فريق برشلونة و كان خفيا حتى كشفه ليفربول، سؤال يجعلنا نطرح سؤال اخر، و هو من يتحمل المسؤولية ؟ العديد منكم سيجيب و هو مغمض العينين؛ إنه فالفيردي؛ نعم فإنه يتحمل جزء كبير من المسؤولية؛ فمن غرائب تسيير مباراة كورة القدم أنه دَبَّرَ المباراتين بنفس الطريقة تماما رغم الإختلاف الكبير في مجرياتهما، في مباراة الذهاب و بعدما تفوق 3ـ0 قام بتغيير كوتنهو ب سيميدو ليتحول من 4ـ3ـ3 إلى 4ـ4ـ2 ليقفل بذلك أي منفذ لهجوم ليفربول لدفاع برشلونة، شيء جميل و منطقي؛ لكن و يا سبحان الله و في مباراة الإياب و هو خاسر 3ـ0 كذلك و محتاج لأي قيمة هجومية في فريقه يقوم بنفس حركة الذهاب ويقحم سيميدو بدلا من كوتنهو !!! تدبير لمباراة إستغربه كل متتبعي كورة القدم المتخصيصين عكس منافسه يورغن كلوب فكل تغييراته أتت أكلها "فينالدوم" بعد ذخوله بدقائق معدودة يسجل هذفين حاسمين في مرمى "تيرشتغن".
لكن للامانة فالفيردي لا يتحمل المسؤولية كاملة، على أرضية الميدان كان هناك 11 لاعبا لم يحافظوا على تقدمهم 3ـ0 و شاهدوا فريقهم يستقبل الهذف تلو الاخر دون أي ردة فعل حقيقية للأسف؛ إلا أن المسؤولية الكبيرة تقع على إدارة برشلونة حين إكتفوا بالنتائج دون الأداء عكس ما عهدناه على هوية الفريق الكتالوني الذي لا طالما إستمتعنا بأداءه الجميل طوال سنين خلت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق