حتى بالوقت القريب جداً كان الحديث عن تحقيق أو الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا في موسمين متتاليين من درب الخيال و المُعْجَزِ تحقيقه، لكن فريق ريال مدريد الإسباني بنجومه الكبار و مدربه الأسطوري أبى إلا و أن يحقَّق تلك المعجزة، ليس بموسمين و حسب بل نصَّب نفسهُ بطلا على كلِّ أوروبا لثلاث مواسم متتالية، إنجاز لم يسبق أن شهده عالم المستديرة الساحرة منذ أربعينيات القرن الماضي، إنجاز رسّخ و أكدّ به الملكي قوته و هيمنته و علُوِّ كعبه على فرق أوروبا بتحقيقه هذا اللقب للمرة الثالثة عشر في تاريخه و لثالث مرة على التوالي و للمرة الربعة في خمسة مواسم، إنجازٌ لم و لن يقدر عليه إلا فريق القلعة البيضاء فريق ريال مدريد.
النهج التكتيكي ليورغن كلوپ
بصراحة شديدة كان ليورغن كلوپ خطة شديدة الإتقان للإطاحة بفريق ريال مدريد حيث مارس ضغط عالي و سريع و قوي في منطقة الخصم بداية و الضغط على حامل الكرة بأكثر من ثلاثة لاعبين في المرحلة الثانية، ضغطٌ غالبا ما يربك الخصوم و يجعلها تفقد توازنها و تفقد الكرة في منطقتها، من تلك الكرات المفتكة وسط الميدان يقوم فريق ليفربول بهجمات مضادة و خاطفة مستغلا سرعة كل من محمد صلاح و ساديو ماني و بأكبر عدد من الاعبين و يحرز تفوق عددي مهم على لاعبي الخصم يتيح له التسجيل بسهولة، و في حالة عدم توفقهم في التسجيل يعود كل الاعبين إلى منطقة دفاعهم و بسرعة كبيرة جدا كذلك و هذا ما يصطلح عليه بدفاع الكتلة يعني الهجوم بأكبر عدد من الاعبين و الدفاع بكل الاعبين، خطة تحتاج إلى سرعة كبيرة، تقنية عالية و لياقة بدنية خارقة، لكن ما كان العيب فيها ليتغلب عليه زين الدين زيدان في ليلة كبيرة كنهائي دوري أبطال أوروبا ؟
قراءة زين الدين زيدان للمباراة

بطبيعة الحال تواجد إيسكو وسط الميدان و مهارته خولت للفريق الملكي الإحتفاظ بالكرة و إمتصاص هيجان ليفربول كذلك خبرة لاعبي ريال مدريد و حنكتهم مَكَّنَتْهُم من تفادي الضغط الكبير ل ليفربول و إخراج الكرة بسلاسة كبيرة من منطقتهم، لتُستنزف قوى الفريق اللندني شيئا فشيئا، و كما أسلفنا الذكر فخطة الضغط العالي تستوجب لياقة بدنية خارقة يستحيل معه إتمام المباراة بنفس الرِثم طوال التسعين دقيقة ، هنا و بالضبط تحديدا جاء دور غاريث بايل ليستغل إستنزاف المنسوب البدني للريدز معتمدا على سرعته الكبيرة في تجاوز الاعبين و تتحول تركيبة زيدان من (4-3-1-2) إلى (4-3-3) صريحة بثلاثة مهاجمين عوض إثنين، خطةٌ أتت اكلها في كل من الدقيقتين 64° و 83° و أهدت للملكي و مدربه الفوز بأغلى ألقاب القارة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق